Mr.MAZIKA king of excluive
عدد المساهمات : 495 تاريخ التسجيل : 16/08/2010 العمر : 30 الموقع : WWW.EGYNEW.MONTADARABI.COM
| موضوع: رمضان ... غنيمة الدعاة الأربعاء أغسطس 18, 2010 3:46 pm | |
| رمضان .. غنيمة الدعاة
تتلهف نفوس الدعاة الصادقة إلى أيام رمضان في شوقٍ مؤملين أن تكون في أيامه الطاقة التي تمدهم في باقي عامهم بالطاعة وتنفرهم عن المعصية.. راجين في ذلك أن تكون جوائز الرحمة والغفران والعتق من النيران من نصيبهم أو تصيبهم نفحةٌ من نفحات الله .
فلا يشقون بعدها أبداً إن أجمل أيام الداعية وأحلاها يوم تتحرك مضغة قلبه راضية بالله وعن الله راجية رحمته وطامعة في النجاة من غضبه ونقمته، فمنَّ الله عليه فيحيا حياة آمنة مطمئنة، ويكتب له في أخراه.
نجاة وجنة ألا يا معشر الدعاة .. قد أهلَّت عليكم أيام عظام، وخطبتكم أعمال جسام، فزنوا أعمالكم في هذا الشهر بميزان، واشتروا خلاصكم بما عز وهان .. فإن عجزتم فسلوا المعين فقد أعان .. ولا تبرحوا عن طلب الرضا فما غنيمتكم .. إلا رمضان
استقبال .. واستدبار كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا استهل شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه ثم قال: ( اللهم أهلَّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.. هلال خير ورشد ) .
لمثل هذه التشويقات النبوية تهتز نفوس الدعاة فيهبّوا يستقبلوا الشهر الكريم كما استقبله النبي الكريم- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- وكلهم آمال ألا تتعلق قلوبهم بسواه أو تحن أرواحهم إلى غيره. ثم يستدبر الداعية الدنيا - بعد أن استقبل الآخرة بمتاعها وزينتها هاتفًا بنداء القرآن: { ما عند الله خيرٌ وأبقى } مرددًا شعارًا الخليفة المؤمن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "يا دنيا يا دنية غري غيري قد بِنتك ثلاثًا لا رجعة فيها " . فتخرج الدنيا من قلبه وعقله مدبرة عنه إلى غير رجعة قد علمت أنه استدبرها بلا استقبال، وطلقها على كل حال فغدت في عينه صغيرة وفي فكره تافهة حقيرة لا يلقى لها بالاً فهي في يده لا في قلبه إن شاء أمسكها وإن شاء أطلقها.. ولا يجازى بعدها إلا بما وعد به النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : ( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ) .
ونية إرادة قال الفضيل: "إنما يريد الله عز وجل منك نيتك وإرادتك " . فأصلح النية وأخلصها مع بزوغ الهلال في السماء على اغتنام رمضان وزيادة الإحسان، وهجر الذنوب والعصيان.. واعزم أيها الداعية على: إصلاح نفسك، وتطهير عيبك، ورفع الغفلة عن قلبك، والسعي إلى رضى ربك . إنها النية الحرة الخالصة يا أخي .. النية التي تميز الخبيث من الطيب والدرن من الصيب، وهي التي يكتب الله بها الأجر، ويرفع بها الوزر، فإن صلحت صلح العمل وإن كان صغيرًا، وإن فسدت فسد العمل ولو كان عظيمًا. كذلك هي عند ابن المبارك: "رب عملٍ صغير تكثره النية ورب عمل كبير تصغره النية " .
ثم يضيف إليه داود الطائي يعطيك ما وصل إليه فيقول: "رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية وكفاك به خيرًا إن لم تنضب" أي إن لم تتعب. ولا تصلح النية إلا إذا تبعتها الإرادة الصادقة أما نية الكسول الخمول فما هي بنية وإنما لا يُجازى عليها ولا يؤجر بها.. انظر في أمر نفسك، ودع عنك هواك.. واعقد نية جامعة، واعزم عزمًا رشيدًا سديدًا يكون منتهاه الفردوس الأعلى من الجنة وتوكل على الله وكفى بالله وكيلاً.
رمضان ألف مرة وليعلم الداعية أن رمضان عنده ليس كما عند باقي العباد، فإنه مكلف أن يغتنم رمضان لنفسه أولاً، ثم يجعله للناس غنيمة ثانيًا .. إذ ما قيمة داعيةٍ عاش رمضان لنفسه في محرابه وبين زوايا بيته أو أركان داره؟ وما فائدة الداعية إن لم يغنم لدعوته نفرًا من الخلق وثلة من الناس في رمضان؟ إن الغنيمة الرمضانية ليست من نصيب الدعاة وحسب باخلين بها على من سواهم .
اعلم أن رمضان عندك ليس مرة أو بعض مرة إنما يكون لك بعدد من دعوت وبلغت ووعظت وأرشدت، وكل داعية بهمته فمنهم من يجازى بأجر عشر ومنهم بمائة ومائتين وغيرهم بألف وألفين .. فاشحذ همتك وشمر عن ساعدك واطمح أن تُؤجر في رمضان ألف مرة .
| |
|