تلك خطوة أعلم أنها هي الأخيرة .. وتلك لحظة هي اللحظة المريرة .. وسوف أبتعد بخطوات أسيرة .. وبكف أخفي تحته دمعة تجري غزيرة ..
مات الزمان ومات المكان فلا ماض أقدمه ولا آت أرتجيه بعين قريرة .. وسوف أخطو وقلبي في ظلام وأقدامي جريرة .. وصبحي مثل ليلي في قتام وقد أضحت العين ضريرة ..
ذبلت ورود الفجر قبل أوانها وقد رحل الفجر قبل وقت الرحيل .. غابت ضياء القمر عن الدياج وتلك عمري لأمر عجيب .. ماذا جنيت فلا واسي يواسيني ولا واشي على قلبي مجيب ..
وتلك صحيفة لوعتي ممزقة بيد كانت دوماً تواسي عندما القلب يجيب .. وعطر من شذاها يملأ الساحات قهراً فيا لهف قلبي من هيام قسراًً يصيب .. يسبق الحزن فرحتي كل مرة فما ذنبي إذا الفجر دوماً يغيب ..
وكيف أنسى هواهم وأحوالي من هواهم تشيب .. منع الوصال عني فانشطر قلبي فكيف لا وقد منع الحبيب .. وشامت يهمس في أذني كل حين فيا ويح قلبي من رماح تصيب ..
تشابهت كل الليالي في خيالي فذاك حالي من حال يخيب .. لا دمعة تطفي نار حزني ولا يذهب عني ذاك النحيب .. طال القيام فوق ركام من ذكريات فيا ليت تلك الركام من خيالي تغيب ..
إن رحلت عنهم لا يرحل الحزن عني فكيف أسلو وقلبي في هواهم سجين .... وأنا المتيم بأناس قتلوني وقـدري لديهم رهين .. أبتعد عنهم خطوة ثم أرتد خطوات بأمل يشدوه الحنين ..
وما ذاك مني برقص ولكن حالي فيه مس وجنون .. فليسعد العذال من عشق مات فيه العشيق بين طحن وطحين .. ووداعاً برفيق فارق القدم ديارهم ولكن ما زال قلبي لتلك الديار ضنين ..
ولأن خيرت بين جنة في بعاد وبين نار في وصال لتمنى القلب ذاك الكمين .. كيف أترك قلبي في ديار وأرتحل بجسم حاله مثل حال اليتيم حزين ..