. " قبل الرحيل "
************
لا تسقينى خمر السُكارى
فالهم باذهاب عقلى كفيل
و أفيضى علىَّ دمعاً
يصبح مائى إن ضللت السبيل
لا تقولى : حسبك من كلماتى
فتلك زادى بسفرى الطويل
و حسبى من عينيكِ نظراتٌ
تُساءِل أطلالَ روحٍ و قلباً عليل
روحى التى مزقها الجوى
فأبكت قلبى بدمٍ يسيل
فهل أدركتِ الآن الجواب ؟
نعم .. قد نويت الرحيل
*****
فما عساه يبقينى على حياةٍ
ما عاد لى فى دروبها مكان
فالسفن ضلت ببحر الهوى
و أنَّى ترسو ببر الأمان ؟
بقلب بيداءٍ ضل القلب العليل
مسكينٌ , كان يبحث عن سبيل
و هل يروى سرابٌ ظمآن ؟
*****
وفيت , و ما دلتنى الحياه
أن الغدر قد صار للوفاءِ جزاء
و من لأجله أمضيت الليل ساهراً
يهجرنى نهاراً و يصيح ساخراً
ما عاد بذاك الزمان ولاء
...
تفرقت السبل بقلبٍ برئ
و بأرضه نثروا بذور الشقاء
و أىُ نبتةٍ لبذورٍ روتها
دماء القلب و دمع السماء
الزهر ينمو لتسرى الحياه
و أنَّى لتلك الزهرة من نجاه ؟!؟
فصار إنتهاءاً قبل ابتداء
*****
أمامك الآن أطلال انسان
و بقايا نفسٍ و قلب أواه
و أشلاء روحٍ برماد الضلوع
و رجل صار مهلكه مأواه
فكم أخبرتك عن وحدتى
و كم هى قاسيةٌ تلك الحياه
و أذكر أيضاً تلك الدموع
قد آلمتنى كلهيب الشموع
لما بكيتى حين قلت ال" آه
حينها أدركت أننى أنا
من لَكُنتى سعيدة لولاه
فلكم آلمك فى قربى ألمى
و ما ذنبك فيما قد ألقاه ؟
ما لى حقٌ فى دموعك تلك
حتى و ان كنتى لى الحياه
....
الآن سأرحل كى تسعدى
و تحيا بسمتك فوق الشفاه
و أظن بعدى لكِ فيه هناءٌ
و رحيلى .. لكِ فيه حياه
من أجلك ينطقها كيانى
وداعاً ... يا حياه